Saturday, 16 January 2016

ساعي البريد



(١)

ذات نهار، وبينما أنا سائر بهدوء ووقار، مابين النهر وطابور الأشجار، وممر ضوء اخترقه الشعاع
.
.
.


ناداني صوت من قريب!


 ياصاحب الجوابات ومراسيل الغرام
 أين بطاقات الغزل والكلام المعسول؟ والبيان المنمق المرموق، أين عباراتك الجميلة؟ ومفرداتك البديعة؟ أين عذب معانيك؟ وحلو تواصيفك؟ أين سُّكرك الحالي؟ ونبعُك الصافي

لماذا نضُب النبعُ، وتوقف البدعُ، وماعدت أحمل جوابات الأحباب منك وإليك؟



(٢)

أطلتُ الصمت والنظر، إلى ساعي البريد الذي أنهى كلامه وانتظر.



قلت ياحامل الرسائل، وسائلني هذه المسائل، جوابي إليها سيكون، أنها اللؤلؤ المكنون، ملهمتي وحبيبتي وكلي لها ممنون


(٣)

إلى من خلعتُ لها غطاء قلمي، لينثر أحبارهُ بحروفي وكَلِمِي، فيملأ بياض الصفحات، فَرِحاً مُختالاً بألطف العبارات وأعظم الكلمات، التي تتدفق من أعماقي بحب عظيم، وصدق قلب سليم، يفرح بالكتابة لمقامك الكريم

تعلمت منك لذة كتابة المراسيل، ونشوة استلامها واحتضانها، ولكن رحيلك قتل هذه اللذة، واطفأ شمعة النشوة، فعم حولي الظلام، وبَهُتتْ من البطاقات أجمل الألوان
.
.
وجف القلم